«اليطقان» رواية ترصد رحلة السيوف من معارك الفرسان إلى مشاجرات البلطجية!

الأديب صالح حامد
الأديب صالح حامد

صدرت رواية اليطقان للأديب صالح حامد، خطرت فكرة الرواية  فى ذهن المؤلف من خلال سكاكين مطبخ والدته.

وعنها يقول:.قد يكون السبب غريبا أو بعيدا عن فكرة الكتابة فى العموم، هناك بالتحديد سكين فقد مقبضه الخشبى، وبريقه اللامع وأهمل فى الاستخدام ومع ذلك احتفظت به، أمى مع باقى السكاكين وأدوات المطبخ فى درج واحد، على نصله حفر لغزالة أو وعل،

فكرت كثيرا أن هذا السكين أو ما تبقى منه يحمل ذكريات على نصله..كثيرة و متعددة: من صانعه؟ ما ثمنه؟ كيف فقد مقبضه؟، وفى إحدى المرات، وأنا أزور متحف الفن الإسلامى فوجئت بلوحة لسيف فقد المقبض العاجى، وكان خاصا بأحد سلاطين المماليك، ومحفورا عليه ألقابه واسم صانعه، ومن هذه اللحظة بدأت الحكاية، إضافة إلى أن دراستي فى كلية الفنون الجميلة أثرت بشكل كبير على رؤيتى للأشياء.

وقد اختار "صالح" سيف "اليطقان" ليكون بطل روايته الصادرة عن الكتب خان للنشر، لأنه نوع من السيوف الكثيرة التى صنعت فى حضارات مختلفة مثل سيف "الخبش" فى الحضارة المصرية القديمة أو "الكتانة" الياباني أو "الزناتى" فى الدولة الأموية فى الأندلس، أو "البالا" عند العثمانيين، و"اليطقان" نوع صنع فى عصر دولة المماليك المصرية، وقد اشتهر اكثر باسم سيف مملوكى، وعند جمعها نسب  السيف إلى الفارس المملوك لمهارته وفروسيته، كما نسب سيف "الكتانا"، وقد حدثنا "صالح" عن روايته عبر السطور التالية:


•    جرت أحداث الرواية في فترات مختلفة: العصور القديمة والعصور الحديثة كيف جاء اختيارك لتلك الأزمنة؟
انا محب للتاريخ و أصل الحكاية، و بالأخص اللحظات الفاصلة فى فى التاريخ المصرى.لحظات الانتصار.الهزيمه. الخيانة، وهى لحظات كثيرا مليئة بالأحدات والشخصيات الملهمة.


•    استخدمت تقنيات سرد جيل التسعينات فما سر انجذابك الي هذا النوع من الكتابة؟


أشعر إنها قريبة من فترت الستينات، والحقبة التى تليها من حيث الإنتاج الثقافى المتنوع والكثير، حالة من التوهج الفنى فى العموم، و الفنون التشكيلية أيضا،صناعة السينما: الكتابة و المفكرين..قرأت روايات تحولت إلى أفلام سينمائية، شاهدتها هي أيضا،وقد درست الفن على إيدى فنانين مصريين عالميين، أستطيع القول إننى نتاج وصناعة هذه الفترة الزمنية التسعينات.


•    كيف مزجت ما ورد فى المراجع التاريخية بأحداث الرواية؟


مزج التاريخ فى الروايات من أسهل وأصعب الأشياء فى نفس الوقت، فهناك أسئلة كثيرة فى عقلى، وأنا أكتب من منظور تاريخى أو أمزج  كما قلت...ما الهدف من هذا المزج وما الجديد الذى أقدمه إلى القارئ، هل استعرض معلوماتى التاريخية،هناك كتب التاريخ والمؤرخين، المصدر المهم والأساسى لكل من يكتب أو يمزج التاريخ أو يجعل كتاباته على أرضية تاريخية حقيقية،والتاريخ ليس فقط الزمن القديم الذي نقرأ عنه الأمس تاريخ، الساعة المنصرفة تاريخ أيضا، كتبت عن زمن عاصرته، و ما زال فى ذاكرتي ومزجته بتاريخ قرأت عنه، استحضرت أيضا شخصيات فارقة فى تاريخنا.اقتربت من مشاعرها فى لحظات غضبها.عشقها، ذهبت إلى أماكن لا أعتقد أنى سوف ازورها فى الحقيقة..لحظة بكاء "حسن الصباح" عندما شاهد تفاحه تسقط أمامه، لا أعتقد انها كتبت فى كتب التاريخ..هذة المشاعر ما أقصده فى روايتى.

كيف استقبلت زوجة السلطان الشهيد "طومان باى| فرسه بدونه..هل بكت؟ هل ابتسمت؟، لم يذكر ابن إياس مؤرخ فترة الغزو العثماني لمصر هذه المشاعر، هذا ما أحاول أن أكتب عنه، بالطبع قرأت الكثير من كتب التاريخ لأعرف تفاصيل الأحداث، كتبت أيضا أبيات من الشعر الصوفى ومعلقة طومان باى أيضا.

•     هل تختلف قيمة السيف من زمن إلى آخر؟
السيف وصل إلى درجة من الاهتمام من صانعيه وفرسانه لدرجة التقديس قديما. هو روح له كيان واحترام، لا يسند او يوضع على الأرض، فهذه إهانة للسيف، له أيضا أسماء عديدة الصارم  الأبيض، الحتف، الصمصام، ذو الفقار، المهند،  العضب، وهذا السيف من سيوف النبى محمد صلى الله عليه وسلم،  وهو موجود فى غرفة الآثار بمسجد الحسين  وعد السلطان طومان باى حرافيش و شطار مصر بحمل السيوف فى أسواق وشوارع المحروسة اذا قاتلوا ابن عثمان معه بقلب، ولك أن تتخيل هذا المشهد و هذا الوعد فى عيون العياق والشطار والفلاتية والحرافيش..  ومع الزمن فقد الاهتمام وجودة الصنعة، أصبح مجرد قطعة معلقة فى متحف لها تحمل رقما  على نصلها، حتى وصل الأمر الآن أن السيف أصبح رمز للاجرام والبلطجة.